ملتقى الأمة الواحدة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى إسلامي علمي ثقافي يسعى لوحدة المسلمين تحت راية التوحيد والنهوض بالأمة ورفعتها والتمكين لها في الأرض


2 مشترك

    اــديـــن القــــــيم

    ام محمد
    ام محمد


    المساهمات : 6
    تاريخ التسجيل : 22/01/2011

    اــديـــن القــــــيم Empty اــديـــن القــــــيم

    مُساهمة  ام محمد الأحد يناير 23, 2011 4:35 am

    هذا مقال نشر في العدد الأول من مجلة الأمة الواحدة




    بسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمْ
    الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيماً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمر العباد بعبادته وحده لا شريك له مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القَيِّمة.
    وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله اجتباه ربه إليه وهداه ديناً قيماً.
    أما بعد:
    فلما كان الإسلام هو رسالة الله الخاتمة ومفتاح جنته الدائمة ونسخ به كل الملل الأولى كان حتماً على العباد أن يدخلوا إلى الله من بابه قال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلامِ دِيناً فلن يُقْبَلَ مِنْهُ وهْوَ في الآخِرةِ من الخَاسرينَ) [آل عمران 85].
    ووعد الله بإظهاره على الدين كله كما قال تعالى: (هوَ الذي أرسلَ رسولهُ بالهُدى ودِينِ الحقِّ ليُظْهِرَهُ على الدينِ كلِهِ ولَوْ كَرِهَ المشرِكونَ) [التوبة: 33، والصف: 9].
    وأشهد الله نفسه فقال في آية أخرى: (وكفى بالله شَهيداً)[الفتح: 28]وسماه الله دين الحق كما مرَّ في الآيات وسماه الله كذلك بالدين القَيِّم وهو المستقيم الذي لا عوج فيه وكذلك هو الدين الظاهر الذي لا يعلى عليه كما يقال فلان قيم الدار أي صاحبها القائم على أمرها وهو بهذا المعنى مرادف لوصف المهيمن الذي جعله الله له في قوله تعالى: (وأنزَلْنا إلَيْكَ الكِتابَ بالحقِ مُصَدِقاً لِما بينَ يدَيْه مِن الكتاب ومُهَيْمناً علَيْه) [المائدة 48].
    وقد أمر الله جل وعلا بإقامة الوجه لهذا الدين القَيِّم قبل يوم القيامة فقال تعالى: (فأقِم وجهَكَ للدينِ القَيِّم من قبلِ أن يأتي يوم لا مرَدَ لهُ مِنَ الله يومئذٍ يصَدَعونَ) [الروم 43]. فكان الواجب على العباد أن يعرفوا ماهية هذا الدين القَيِّم الذي أُمروا باتباعه فليعلموا وصفه ومميزاته حتى يقوموا بالواجب عليهم.
    وقد أنزل الله مميزات الدين القَيِّم في أربعة مواضع من كتابه العظيم تبياناً منه تعالى للطريق وإيضاحاً منه تعالى للسبيل... وهذه الأوصاف والمميزات للدين القَيِّم في غاية الوضوح فأغنت بذلك عن قول أي إنسان عدا المعصوم مبلغ القرءان. ولما كانت هذه المميزات هي دعائم الإسلام التي ترتكز عليها قيمَّيته كانت إضاعتها إضاعةً للإسلام واستقامته وعلوه في الأرض وإقامتها إعلاء لكلمة الله في أرضه وإيضاحاً لصراطه المستقيم.
    ولنذكر في أُولى المواضع قول الكريم بن الكريم ابن الكريم ابن الخليل..الصديق يوسف بن يعقوب عليهم صلوات الله أجمعين وهو يحدث صاحبيه في السجن مبيناً لهم هذا الدين القَيِّم في جلاءٍ دونهما كل بيان قال تعالى حاكياً عنه قوله:
    (إني تَرَكْتُ مِلَةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بالله وهُم بالآخِرَةِ هم كافرُونَ. واتَبَعْتُ مِلَةَ آبائيِ إبراهيِمَ واسحق ويَعْقوبَ ما كانَ لَناَ أن نُشْرِكَ بالله من شيءٍ إنِ الحُكْمُ إلا لله أمَرَ ألا تَعْبُدواْ إلا إياهُ ذلِكَ الدينُ القَيِّمُ ولكِنَّ أكْثَرَ الناسِ لا يَشْكُرون. يا صاحِبَيِ السِجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ الله الوَاحِدُ القَهَّارُ. مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلآ أسمآءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّآ أَنْزَلَ الله بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الحُكْمُ إِلا لله أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِياهْ ذَلِكَ الدِينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَاسِ لا يَعْلَمُونَ) [يوسف 37،38،39،40].
    فبهذا البيان الجلي يظهر لنا الأمر بوضوح وتجتمع عندنا أطراف القضية والتي لخصها الله جل وعلا في كلمتين:

    1. إن الحكم إلا لله.
    2. أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم...

    وحتى نعلم ارتباط هذين الركنين بقضية القيمية لابد لنا أن نعلم حقيقة الدين، فالدين في لغة العرب له تسع معان هي: [الملة والسيرة والعادة والشأن والحساب والسلطان والحكم والقضاء والتدبير] (انظر لسان العرب لابن منظور [13/167]والقاموس المحيط للفيروزابادي [5/225 ]).
    وحاصله في الشرع راجع إلى ثلاث معان:
    الدين بمعني الجزاء والحساب ومنه قوله تعالى: (مالك يوم الدين) وقوله: (يومئذ يوفيَهم الله دينهم الحق). وهذا غير مطلوب من العباد طلب إنشاء وإنما الدين الذي فرض على العباد هو على ركنين أو معنيين:
    الأول: الطريقة والنظام والتشريع، وهذا فيما يتعلق بالتلقي فيجب أن يكون التلقي من الله فلا يتبع إلا طريقة الله ولا يخضع بالقبول إلا لنظام الله وتشريعه وأصل الدين يطلق على كل نظام بحق أو بباطل ولهذا أطلق الله على طريقة الكفار إنها دين إذ أنها نظام متبع إلا أنها دين باطل قال تعالى: (لكم دينكم ولي دين) [الكافرون: 6].وقال تعالى: (ليظهره على الدين كله) [الصف:9].
    ولكنه لا يقبل إلا الإسلام وقال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلامِ دِيناً فلن يُقْبَلَ مِنْهُ وهْوَ في الآخِرةِ من الخَاسرينَ) [آل عمران 85].
    وبهذا يتبين لك معنى الـمُميِّز الأول من مميزات الدين القَيِّم وهو أن يكون الحكم في نظام الحياة كله لله فالحلال ما أحله والحرام ما حرمه والدين ما شرعه فلا قبول لتشريع غيره إلا بإذنه قال تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) [الشورى: 21].
    ولا تحريم لما أحله ولا تحليل لما حرمه إلا بإذنه وهو الدليل والبرهان قال تعالى: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزقٍ فجعلتم منه حراماً و حلالاً قل ءالله أذن لكم أم على الله تفترون) [يونس: 59].
    فهذه الخصلة والميزة هي التي تتضمن القيمية للدين وهو أن يكون الحكم في كل شئون الناس لله فلا حكم في جميع الخلق لغيره البتة قال تعالى: (إن الحكم إلا لله) [الأنعام: 57، يوسف: 40،57]. أي ما الحكم إلا لله، والإثبات بعد النفي موجب لحصر فانحصر مطلق الحكم في الله.
    وقال تعالى: (فالحكمُ لله العلي الكبير) [غافر: 12]. وقال تعالى: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) [الشورى: 10] فكل شيء اختلف فيه الناس يجب أن يردوه إلى حكم الله فالحكم كله لله ليس له فيه شريك ولا ظهير قال تعالى: (ولا يشرك في حكمه أحد) [الكهف: 26].
    وإذا حكم الله فلا يجوز لأحد أن يستدرك أو يعقب، قال تعالى: (والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب) [الرعد: 41].
    فاتضح بهذا أن الحكم في كل شئون العباد خاص بالله وحده لا شريك له وقد امتن الله حكمه فقال: (ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون) [المائدة: 50]، وقال تعالى: (أليس الله بأحكمَ الحاكمين) [التين: 8]، وقال تعالى: (حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين) [الأعراف: 87، يونس: 109].
    فوصف الله حكمه بالحسن والإحكام والخيرية لأنه حكم الله العلي الكبير وأما حكم المخلوق الظلوم الجهول الذي يطغى ويجور فإنه حكم الجاهلية فلا يوصف بالحسن بل بالقبح ولا بالإحكام بل بالاختلال لأنهم حكموا على جميع الخلق وهذا لا يكون إلا لمن خلق كل الخلق وعلم ما يصلحهم مما يفسدهم (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) [الأعراف: 54].
    فالواجب على العباد أن يعلموا أن الحكم من أخص خصائص ربوبية الله وألوهيته وأسمائه وصفاته وأنه أحسن حكم وأحكمه وأخيرُهُ، وعليهم أن يعلموا من له حق التشريع في حياتهم وأن يعلموا صفاته. فإن وجدوها تنطبق على البشر– ولن تنطبق– فليعبدوها! وأن يعلموا أنهم أضعف وأحقر وأخس من ذلك فليكفروا بهم وليكفروهم ويعبدوا ربهم وحده فإن الله ما ذكر اختصاص الحكم به إلا وأعقبه بالصفات الباهرة ليست للناس صفات هذا الحكم.
    قال تعالى:
    (وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحُكمُهُ إلَى الله– فما هي صفات هذا الإله الحكم– ذَلِكُم الله رَبِي عَلَيهِ تَوَكَلْتُ وَإِلَيهِ أُنِيبُ فَاطِرِ السَمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِن أَنفُسِكم أَزواجاً وَمن الأَنعامِ أزواجاً يَذرؤكُم فيهِ لَيسَ كَمثلِهِ شيءٌ وهو السَّميعُ البَصيرُ* لهُ مقاليدُ السَّماواتِ والأرضِ يبسُطُ الرِّزقَ لمن يَشَاءُ ويقدِر إنهُ بكلِ شَيءٍ عَلِيم) [الشورى: 10-12].
    فهل من هؤلاء المشرعين الكفرة من له أن يوصف بأنه فاطر السماوات والأرض أو أنه ليس كمثله شيء أو أن في يده مقاليد السماوات والأرض يعطي الرزق من يشاء ويمنعه عن من يشاء؟؟ فإن كان الجواب– وحتماً سيكون– لا!! فليتق العبد ربه وليفرد ربه بالحكم والتشريع.
    وقال تعالى: (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وإليه ترجعون) [القصص: 70].
    فهل من هؤلاء الكفرة الطاغين من له الوصف بالحمد في الأولى والآخرة وأنه إليه مرجع الناس.
    وقال تعالى: (قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أسمع به وأبصر ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحداً) [الكهف: 26].
    فهل من هؤلاء الأنجاس من يتجرأ على أن يدعي لنفسه علم ما غاب في السموات والأرض أو أنه ولي الناس من دون الخلق ويبرهن على ذلك ؟؟.
    فها هي صفات من له الحكم فاعتبروا يا أولي الأبصار وارجعوا إلى من خلقكم وملك أمركم وإليه مرجعكم واستمسكوا بوحيه الذي فيه حياتكم وفيه ذكركم وفيه هداكم دون هذه القوانين الوضعية العفنة.(راجع أضواء البيان 4/82–3/439).
    فكيف نستبدل بكتاب الله الذي تمت كلماته صدقاً في أخباره وعدل في أحكامه وتفصيلاً في كل أمر بهذه القوانين التي تشهد على نفسها بالقص وتنادي على نفسها بالجور والحيف قال جلا وعلا:
    (أفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الذيِ أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الكِتَابَ مُفَصَلاً وَالَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَهُ مُنَزَلٌ مِن رَبِكَ بِالحَقِ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ* وَتَمَتْ كَلِمَةُ رَبِكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَمِيعُ العَلِيمُ* وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرْ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُوكَ عَنْ سَبِيلِ الله إِنْ يَتَبِعُونَ إِلا الظَنَ وِإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُون) [الأنعام 114-116].
    ثم يأتي الموضع الثاني في القرءان ليُبَيِّن حقيقة الدين القَيِّم ويؤكد هذا المعنى ويجليه أكثر. فيقول الله تعالى: (إنَّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعةٌ حُرُم ذلك الدين القَيِّم) [التوبة: 36].
    فالدين القَيِّم هو الذي يحرِّم ما حرَّم الله ويُحِلُّ ما أحل الله فالله هو خالق الشهور يحِلُّ منها ما شاء ويُحرِّم منها ما شاء قال e:
    [إنَّ الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض: السنة اثنا عشر شهراً منها أربعةٌ حُرُم ثلاثٌ متواليات: ذو القعدة وذو الحجة ومُحَرَّم ورجب مُضَر الذي بين جمادى وشعبان]. (أخرجه البخاري في المغازي 4406 والتفسير 4462 ومسلم عن أبي بكرة.).
    وهذا مما أجمله القرءان وبينته السنة فلا يجوز لأحد أن يعقب على حكم الله قط. ولكن الله يضرب لنا مثالاً واحداً ونموذجاً على تمرُّد الخلق على حاكمية الله فيقول بعد الآية السابقة:
    (إنما النسيءُ زيادةٌ في الكُفرِ يُضَلُ بِهِ الّذِينَ كَفَروا يُحِلُونَهُ عَاماً وَيُحَرِمُونَهُ عاماً لِيُواطِئُوا عِدةَ مَا حَرَّمَ الله فَيُحِلُوا مَا حَرَّمَ الله زُيِنَ لَهُم سُوءَ أَعْمالِهِم وَالله لا يَهْدِي القَومَ الكَافِرِينَ)[التوبة: 37].
    فهذا مثالاً واحدً يبين مدى الجهالة والضلالة التي كان عليها العرب فإن جنادة بن عوف كان يخطب الحجيج فيقول:
    "أنا الذي لا أُعاب وقولي لا يُرَد: ألا إنَّا قد أحللنا المحرم وحرمنا صفر".
    ينشد شاعرهم عمرو بن قيس:
    لقد علمت معَّدُّ بأنَّ قومي كرام الناس أمَّ لهم كراماً
    ألسنا الناسئين على معدُّ شهور الحِلِّ نجعلها حراماً
    فأي الناس لم ندرك بوتر وأي الناس لم نعلك لجاماً
    [ابن كثير 2/306]
    يا سبحان الله!! ومن أنت حتى تحرم ما أحل الله أو تحل ما حرم الله ما أنت إلا كافرٌ من الأنجاس ولكن ينزل الله حكماً واضحاً لا يستطيع مُرجِفٌ ومحرِّفٌ أن يبدله أو يدعي أنه كفر دون كفر!! أنزل الله هذه الآية مبيناً فيها حكم النسيء– وهو التشريع أو تغيير أحكام الله– [راجع الفتح 8/325]. بياناً واضحاً نص فيه على كفرهم في ثلاثة مواطن من الآية:
    (إنما النسيء زيادة في الكفر) "ويحكم اللغة التي نزل بها القرءان أن الزيادة في الشيء لا تكون إلا من جنسه فعُلِمَ من هذا أن النسيء في أصله كفر". [انظر الفصل في الملل لابن حزم وتفسير ابن كثير 2/356 ط المعرفة]
    وفي هذه الآية دلالة واضحة على أن الكفر قول وعمل لأن النسيء وهو تغيير أحكام الله بغير برهان والمراد به تحليل الأشهر الحرم. عمل من الأعمال وهو كذلك قول باللسان وقد نصَّ الله تعالى على أنه زيادة في الكفر.
    وأما الموطن الثاني فقوله تعالى: (يُضِلُ به اللذين كفروا) فنصَّ على كفرهم.
    والثالث قوله تعالى (والله لا يهدي القوم الكافرين).
    فأي وضوح فوق هذا الوضوح ووالله أن هذه الآية وحدها لَكافية في تكفير من نازع الله في حكمه فكيف والحمد لله القرءان كله أو جُلُه في تقرير هذا ثم يأتي الموضع الثالث في بيان معنى الدين القَيِّم لِيَزيد الأمر جلاءً قال تعالى:
    (فأقم وجهك للدين حنيفاً فِطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القَيِّم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)[الروم: 30].
    وبين الله في هذه الآية أن دين الإسلام القَيِّم دين بقاء على فطرت الله من غير انحرافٍ إلى تزيين الشيطان وتغيير خلق الله.
    وفي صحيح مسلم ومسند أحمد واللفظ له من حديث عياض بن حمار أن النبي e قال ذات يوم في خطبته:
    [ [ألا] إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا كل ما نحلته عبادي [مال نحلته عبدا حلال] وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فأضلتهم [فاجتالتهم] عن دينهم وحرَّمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا]. "هكذا في الأصل الصواب والله أعلم هو ما بين الأقواس كما في رواية مسلم"
    فأصل الفطرة هي دين الإسلام والبقاء على أحكام الله ولكن الشياطين اجتالت الناس عن دينهم فحرمت عليهم ما أحل الله لهم وأمرتهم أن يبدلوا خلق الله ويشركوا به ما لم ينزل به سلطانا فبدلوا الملة وبتَّكوا آذان الأنعام...
    وهاهو القرءان يبَيِّن لنا كثير من جهالات العرب قبل الإسلام وضلالاتهم في قضية التحليل والتحريم فحرَّموا البحيرة والوصيلة والسائبة والحام قال سعيد بن المسيِّب البحيرة التي يمنع درَّها للطواغيت فلا يحلبها أحد من النَّاس والسائبة كانوا يسَّيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء قال وقال أبو هريرة: قال رسول الله e:
    [رأيت عمروا بن عامر الخزاعي يجرُّ قصبه في النار وكان أول من سيَّب السوائب] [رواه البخاري في التفسير 4624، وفي رواية مسلم (وبحَّرَ البحيرة وغيَّر دين إسماعيل)].
    "والوصيلة الناقة البكر تبكَّر في أول نتاج الإبل بأنثى وكانوا يسَّيبونهم للطواغيت إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر والحام فحل الإبل يضرب الضِراب المعدود فإذا قضى ضِرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه عن الحمل فلم يحمل عليه شيء وسمَّوه الحامي" [رواه البخاري 8/283 فتح ].
    فأنزل الله في شأنهم:
    (ما جعلَ الله مِن بَحِيرةٍ ولا سَائِبةٍ ولا وَصِيلةٍ ولا حَامٍ ولَكنَّ الّذِينَ كفَروا يَفتَرونَ على الله الكَذِبَ وأكثَرهُم لا يَعقِلونَ* وإذا قِيلَ لهُم تَعالَوا إلى مَا أَنزَلَ الله قَالوا حَسبُنا مَا وجدْنا عَلَيهِ آبائَنا أَوَلَو كَانَ آبائَهُم لا يَعْلمونَ شَيئاً ولا يَهْتَدُونَ) [المائدة: 103،104].
    ليبطل لهم ما شرعوا لأنفسهم بتصرفهم في الأنعام والحرث بغير شريعة الله وقد ذكر القرءان العظيم جملة من قوانينهم في سورة الأنعام من إحلالهم للميتة وامتناعهم من التسمية على الذبيحة وتحريم ظهور الأنعام وتحليلهم ما في بطون الأنعام للذكور وتحريمه على الإناث وغير ذلك من الضلالات والجهالات قال تعالى:
    (وجَعَلوا لله مِما ذَرأَ مِنَ الحَرثِ والأنعَامَ نَصيباً فَقَالُوا هَذا لله بزعمهم وهَذاَ لِشُرَكَآئِنا فَمَا كَانَ لِشُركَائِهِم فَلا يَصَلُ إِلى الله وَمَا كَانَ لله فَهُوَ يَصَلُ إِلى شُرَكَائُهُم سَاءَ مَا يَحْكُمُون. وكَذَلكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ المُشرِكِينَ قَتلَ أَولادهُم شُركَاؤهُم لِيُردُوهُم ولْيَلبِسوُا عَلَيهِم دِينَهُم وَلَو شَاءَ الله مَا فَعَلوُه فَذَرهُم ومَا يَفْترُونَ. وَقَالوُا هَذِهِ أَنعامٌ وحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلا مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِم وَأنعامٌ حُرِّمَت ظُهُورُها وأَنعامٌ لا يَذكُرونَ اسمَ الله عَلَيهَا افْتِراءً عَلَيه سَيَجْزِيَهُم بِمَا كَانُوا يَفتَرونَ. وقَالُوا مَا في بُطُونِ هَذِهِ الأنعام خَالِصة لِذُكُورِنا ومُحَرَّمٌ عَلى أَزْوَاجِنَا وإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُم فِيهِ شُرَكَاءَ سَيجْزِيَهُم وَصْفَهُم إِنَهُ حَكِيمُ عَلِيم. قَدْ خَسِرَ الّذِينَ قَتَلُوا أولادَهُم سَفَهاً بِغَيرِ عِلم وحَرَّموا مَا رَزَقهُم الله افْتِراءً عَلَى الله قَدْ ضَلُوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) [الأنعام: 136-140].
    فبين الله تعالى جملة من سخافاتهم التي أملتها عليهم شياطينهم من التبديل للدين والتحريم لما نحلهم الله حلالا طيبا وبين تعالى أن هذا كذب على الله. إذ لا شهيد لهم بأن الله حرمه ولا احتجاج لهم إلا بالقدر قال تعالى بعد ما سبق:
    (سيقول الذِينَ أَشْركوُا لَو شَاءَ الله مَا أَشْرَكْنا وَلا آبَاؤنَا ولا حَرَّمَنا مِن شَيءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتى ذَاقُوا بَأْسَنا، قُلْ هَلْ عِندَكُم مِن عِلمٍ فَتُخْرجُوهُ لَنَا إِن تَتَبِعُونَ إِلا الظَنَ وإِن أَنْتُم إِلا تَخْرُصُونَ. قُلْ فَلِلَّهِ الحُجَة البَالْغَة فَلَو شَاءَ لَهَدَاكُم أَجْمَعِينَ. قُلْ هَلُمَ شُهَدَائَكُم الّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَ الله حَرَّمَ هَذا فَإِنَ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَبِع أهْواء الّذِينَ كَذَبوُا بِآيَاتِنَا والّذِينَ لا يُؤمِنَونَ بِالآخِرةَ وهُمْ بِربِهِم يَعْدِلُونَ.) [الأنعام: 148- 150].
    فليس لهم من شهيد على هذا وقد قال تعالى: (فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) [النور: 13].
    فهم كاذبون على الله إذ حرموا بغير علم وقد نهاهم الله تعالى بقوله:
    (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاعٌ قليلٌ ولهم عذاب أليم) [النحل: 117]
    واستنكر الله عليهم بقوله تعالى:
    (قل أرأيتم ما أنزل الله من رزق فجعلتم منه حرما وحلالا، قل ءَالله أذن لكم أم على الله تفترون. وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة، إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون) [يونس: 60].
    وقد بين الله تعالى أن الكذب عليه كفر به مخرج من الملة فقال تعالى:
    (فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق بعد إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين) [الزمر: 32].
    وقال تعالى: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين) [العنكبوت: 68].
    ولذا فإن من جعل قانونا للناس غير شريعة الله التي فطر الناس عليها فهو كافر بالله وقد دل على هذا الحكم الكثير من الأدلة منها أن في هذا منازعة لله في أخص خصائص ملكه وألوهيته وهي الحكم وهذا كفر واضح.
    ومنها أن في هذا كذب على الله إن نسب هذا الشرع إليه وتبديل لحكمه إن لم ينسب إليه وقد سمىَّ الله عمروا بن عامر الخزاعي وجنادة ابن عوف وغيرهم من المشرعين الكفرة بأنهم شركاء لله بالباطل على زعم أقوامهم فقال تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) [الشورى:21].
    وهذا من أبين الأدلة على كفر واضعي القوانين الوضعية ومتبعيها سواء كان ذلك في مسائل المعاملات والأحوال الشخصية لأن الدين بمعنى النظام المتبع قال تعالى: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) [يوسف: 76] أي نظامه الدين الذي يديِّن به الناس.
    فجملة ما مضى أن الدين القَيِّم له ركنان الأول أن يكون الحكم كله لله في كل شؤون الخلق وهذا هو التلقي أي لا يتلقى التشريع إلا من الله والركن الثاني هو عبادة الله أي في الصرف فلا يصرف إلا لله فلا يصرف لطاغوت ولا لنبي ولا لملك مقرب قال تعالى:
    (ولا يأمرَكُم أن تَتَخِذوا الملائِكة والنَبِيين أَرْباباً أيأمُرُكُم بالكُفرِ بَعدَ إِذ أَنتُم مُسلِمُونَ) [آل عمران: 80].
    فلا يجوز صرف العبادة لأحد من الخلق مهما علت منزلته إذ أن هذا هو الشرك بالله والكفر به فلا صرف العبادة لأحد من الخلق مهما علت منزلته إذ أن هذا هو الشرك بالله والكفر به فلا صرف للطاعة إلا لله وقد حكم الله بكفر من أطاعوا العلماء والعباد في معصية الله فقال تعالى:
    (اتَخَذوُا أَحبَارَهُم وَرُهْبَانَهُم أَرْبَاباً مِن دُونِ الله والمَسِيحَ ابنِ مَريَم ومَا أُمِروا إِلا لِيَعْبُدوُا إِلهاً وَاحِداً لا إِلهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَه عَمَا يُشْرِكُونَ) [آل عمران: 31].
    وقد ظن عديّ بأن اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا والشرك بالله إنما في النسك فقال للنبي e: [إنا لم نعبدهم، فصحح له النبي e مفهوم العبادة والإشراك فيها فقال أولم يحلوا لكم الحرام فتطيعونهم ويحرموا عليكم الحلال فتطيعونهم قال: بلى قال: فتلك عبادتهم][رواه الترمذي والبيهقي].
    وقد ورد استعمال لفظ العبادة على الطاعة في مواضع في القرءان كما في قوله تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان) [يس: 60]. وقال تعالى: (يا أبت لا تعبد الشيطان) [مريم: 44].
    فالعبادة هي الطاعة والخضوع ولذا فقد نهى الله عن طاعة غيره من الشياطين والكافرين قال تعالى: (ولا تطع الكافرين والمنافقين) [الأحزاب: 48]. وقال تعالى: (فلا تطع المكذبين) [القلم: 8]. وقال تعالى: (ولا تطع كل حلاف مهين) [القلم: 10]. وقال تعالى: (ولا تطع منهم آثما أو كفورا) [الإنسان: 24] وقال تعالى في شأن الوالدين: (وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) [العنكبوت: 8]. وغير هذا من الآيات.
    فكل ما في القرءان من الطاعة جاء بصيغة النهي عدا طاعة الله ورسوله فقد أتت بالأمر وطاعة أولياء الأمر معطوفة على طاعة الله ورسوله... وقد بين الله حكم من أطاع هؤلاء المشرعين في أحكامهم كما مر في حديث عدي بن حاتم المتقدم وقد جاءت آية محكمة واضحة تقطع للمرجفين كل حجة وهي قوله تعالى:
    (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أولياءهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) [الأنعام: 121].
    وسبب نزولها كما قال ابن عباس يوحي الشياطين إلى أولياءهم "تأكلون مما قتلتم ولا تأكلوا مما قتل الله" [رواه أبو داوود بإسناد صحيح].
    فلما وقعت هذه الشبهة على بعض الناس وهي أن الميتة ذبيحة الله وأن الذبيحة هي من قتل البشر– أنزل الله الجواب حاسما صارما واضحا– (وإن الشياطين ليوحون إلى أولياءهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون)، قال الحافظ ابن كثير مفسراً وموضحا [التفسير 2/ 171]. [ أي حيث عدلتم عن أمر الله لكم وشرعه إلى قول غيره فقدمتم عليه غيره فهذا هو الشرك كقوله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)الآية وقد روى الترمذي في تفسيرها عن عدي بن حاتم أنه قال: "يا رسول الله ما عبدوهم" فقال: [بلى أنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم فتلك عبادتهم]. أ.هـ.
    فمن شرع أو اتبع المشرعين كلاهما كافر بالله لا فرق بينهما البتة ويقول الله تعالى في آية محكمة أخرى
    (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعدما بين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم) [محمد:26].
    فبين الله تعالى أن سبب ردة هؤلاء القوم هو قولهم للذين كرهوا ما حكم الله سنطيعكم في بعض الأمر.. فكيف بمن عاهدهم على ذلك وأقسم بالشرف والدستور أن يطيعهم في كل الأمر فهذا بلا مرية أشد كفراً وأعظم فرية.. ولا يوجد الآن دولة من دول العرب التي على الخريطة إلا وهي تدين بالولاء والانتساب إلى الأمم المتحدة وتقسم بالشرف الوطني على احترام تشريعاتهم كما يلزمهم بذلك القانون وهذا تعهد على الطاعة في كل الأمر فأي ردة فوق هذه وأي كفر أعظم من هذا وصدق الله إذ قال:
    (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم من بعد إيمانكم كافرين) [آل عمران: 100].
    وفي قوله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين) [آل عمران: 149].
    فها هم الذين أطاعوا في بعض الأمر قد ارتدوا على وضوح وجلاء أعظم من هذا الكلام الرباني الذي نص على ردة وكفر كل من عاهد بالطاعة في بعض الأمر من الجنود والشرط والحرس والحكام ومن شاكلهم ونهج نهجهم.
    إن القضية واضحة بينة لا طاعة إلا لله والطاعة هي العبادة فمن أطاع أحدا في غير شرع الله فقد اتخذ هذا المشرع ربا وأشركه مع الله وارتد وكفر...
    وبعد هذا التقرير من كلام الله لمعنى الدين القَيِّم يظهر لنا جليا أن أولى دعائم هذا الدين وركائز قوامته أن الحكم فيه لله فلا تحليل ولا تحريم في حياة الناس إلا ببرهان من الله.. وقد سمى الله الحكام المبدلين للشريعة المحكمين للقوانين الوضعية من دون شرعه أنهم طواغيت فقال تعالى:
    (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا) [النساء:60].
    فسماه الله طاغوتا وقد أرسل الله الرسل ليحذروا الناس من عبادة هذا الطاغوت فقال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا واجتنبوا الطاغوت) [النحل: 36].
    وجعل الكفر بالطاغوت هو شق الشهادة الأول كما قال تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها) [البقرة: 256].
    فلا يستقيم للعبد إسلام حتى يهجر هذه القوانين الوضعية ويكفر من وضعها أو حكم بها تصديقا لقول الله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) [المائدة: 44].
    فكل من اتبع أهواء البشر وضلالاتهم وجهالاتهم التي وضعتها عقولهم من دون شرع الله فهو كافر لا مرية في ذلك ولا شك.
    فكل من على ظهر الأرض اليوم من الحكام القانونيين كفار خارجون عن ملة الإسلام من باب تشريعهم مع الله أو من باب اتباعهم وطاعتهم للمشرعين دلَّ على ذلك كل ما تلونا من آيات وقدمنا من نصوص (فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون)...
    avatar
    ابومحمد الهاشمى القرشى


    المساهمات : 1
    تاريخ التسجيل : 17/11/2011

    اــديـــن القــــــيم Empty هل يوجد رد

    مُساهمة  ابومحمد الهاشمى القرشى الإثنين نوفمبر 21, 2011 5:38 am

    هل يستطيع احد من الاءخوه ان يرد على هذا الكتاب بعنوان



    القول المبين
    ان الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وليس خاتم المرسلين



    بارك الله فيكم

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 4:12 am